mercredi 30 avril 2014

سؤال الذات (الشعر الرومانسي )


سؤال الذات (الشعر الرومانسي )

ظهرت المدرسة الرومانسية في العالم العربي مع مطلع القرن العشرين بهدف رد الاعتبار إلى الذات المهمشة و جعلها مصدرا لإلهام الشاعر .وقد أسهمت في ظهورها عدة أسباب منها: صعود البرجوازية،وتأثر فئة من المثقفين بقيمها الليبرالية، بالإضافة إلى اهتراء البنيات الاجتماعية و الاقتصادية و التخلف السياسي الناتج عن الاستبداد العثماني و الاستعمار الأوروبي .وفي ظل هذه الشروط أعيد التفكير في ماهية الذات بشكل يخالف شعراء إحياء النموذج، وهكذا تنوعت المدارس الرومانسية في تحديدها لهذه الماهية ،وظهرت على سبيل المثال مدرسة الديوان و أبوللو و عصبة الأندلس و المدرسة الخليلية و غيرها.وتعتبر مدرسة الرابطة القلمية من بين هذه المدارس ، حيث قامت على مجموعة من البنود أهمها : الحلول في الطبيعة، و التفلسف في الوجود ، ونشر المحبة الإنسانية بين الناس ، و التمرد على الأعراف و التقاليد بما فيها قصيدة إحياء النموذج ، و الحنين إلى الوطن. وقد ضمت مجموعة من الرواد نذكر من أبرزهم أمين الريحاني و جبران خليل جبران و إيليا أبي ماضي و ميخائيل نعيمة. ويعتبر الشاعر(...)كذالك من أبرز رواد الشعر الرومانسي.فما هي مضامين هذه القصيدة؟ و ما هي الخصائص الفنية التي عبر من خلالها عن هذه المضامين؟ و إلى أي حد مثلت القصيدة نموذج الشعر الرومانسي؟ 
////من خلال الملاحظة البصرية لمعمارية النص نلاحظ أن بنائه تقليدي كلاسيكي   ومن المؤشرات الدالة على ذالك نبرز الحفاظ على البناء العمودي للقصيدة المتمثل في نظام الشطرين المتساويين و وحدة الوزن و القافية ومن هنا يمكن ان نفترض أن هذه القصيدة نموذج من الشعر الرومانسي لغة و بناءا و معنى .ومن بين مميزات الشعر الرومانسي   انه يرتبط ارتباطا وثيقا بنفسية الشاعر وذاته .ومن هذا المنطلق فان الشاعر يبرز في هذه القصيدة (وحدات النص) ومن خلال ذالك يتبين لنا أن السمات و المميزات الواردة في أفكار النص من أحاسيس و مواقف و انفعالات الشاعر وتجسيد بعض القيم المختلفة إنما هي من مميزات الشعر العربي القديم. 
////ويمكن التمييز داخل هذه القصيدة بين حقلين دلاليين:حقل دال على (...) و آخر دال على (...) ومن خلال هده الحقول الدلالية يتضح تشبث الشاعر بلغة القدامى وما تميز به من معنى و جزالة في التعبير بالإضافة   إلى هيمنت المعجم الذاتي في القصيدة لان الشعراء الرومانسيين اتخذوا من الذات و الوجدان مصدرا لإلهامهم الشعري عكس الشعراء الإحيائيين الذين اعتمدوا على محاكاة و تقليد القدامى . 
///ولعل الصورة الفنية أو الخيال الشعري في القصائد العربية القديمة يمكن أن تقول عنها أنها لا تتجاوز المعنى الحسي كما إن الصورة تعتمد على الوسائل البلاغية التقليدية من تشبيه(...)و استعارة(...)ومجاز(...)و تكرار(...)وتوازي(...)   وغير ذالك من الصور الشعرية التي تضفي على القصيدة طابع الجمالية . 
//////إن الشاعر في هده القصيدة يلتزم بالإطار الموسيقي للشعر العربي القديم ويتجلى ذالك من خلال وحدة الوزن أي تفعيلات بحر (...)ووحدة القافية وهي قافية (مطلقة أو موصلة...) ووحدة الروي وهو حرف (...)وكل هذا يتعلق بالإيقاع الخارجي للقصيدة. وفيما يتعلق بالإيقاع الداخلي فإننا نلاحظ انسجاما في الأصوات الشديدة (الطاء) و المجهورة(الميم) و توالي بعض الحروف في القصيدة يحدث إيقاعا داخليا و خارجيا بينهما معا في بلورة و ترجمة أفكار القصيدة التي لا تخرج من هذه الناحية عن عمود الشعر العربي القديم. 
///إن التجربة الشعرية عند الرومانسيين هي تجربة لغة فإذا كان الشاعر الإحيائي يستمد لغته من الموروث الشعري القديم فان الشاعر الرومانسي يستمدها من الوجدان للتعبير عن عالمه الداخلي .و في هذا الصدد نجد ضمير (...) الذي يضفي على النص نوعا من الحركية الشعرية ويجعل من القصيدة تعيش حياة داخلية ينسجم معها القارئ. ومن جهة أخرى فعلى مستوى الجمل نلاحظ هيمنت الجمل(الفعلية الدالة على الحدث و الفعل)مثل:(...) و إلى جانبها نجد الجمل (الخبرية التي تؤدي وظيفة الإخبار أو الإبلاغ مثل: (...). 
////من خلال المعجم والمضامين و الصور الشعرية التشخيصية   لهذه القصيدة نستخلص أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالاتجاه الرومانسي كما أنها لم تخرج عن البناء التقليدي للقصيدة العربية القديمة.   

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire